بيان
القضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع: وقف دائرة العنف والتعافي وبناء عالم ينعم بالسلام
18 يونيو 2025
بيان
18 يونيو 2025
بيان المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة نتاليا كانيم، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع (19 حزيران/يونيو)
في كل الصراعات التي يشهدها العالم، يتزايد العنف الجنسي - كواحد من أسلحة الحرب وفي أغلب الأحيان لإرهاب النساء والفتيات.
وتؤدي الصدمات الجسدية والنفسية الناجمة عن ذلك إلى الإضرار بحياة الأفراد وتمتد إلى أسر ومجتمعات بأكملها، مع تأثيرات تتردد أصداؤها عبر الأجيال.
وليس العنف الجنسي ضررًا جانبيًا لا مفر منه في النزاعات؛ بل هو انتهاك صارخ لحقوق النساء واستقلاليتهن الجسدية. إنه جريمة، ويجب وقفها.
وقد تقدمت منظمات النساء والناجيات أنفسهن بشكل متزايد بشجاعة لسرد قصصهن والمطالبة بالعدالة، حتى عندما قد يؤدي الحديث والدفاع عن حقوقهن إلى تعريضهن لمزيد من الخطر.
مع ذلك، لا يتم الإبلاغ عن عدد كبير جدًا من الحالات، ومن غير المُرجّح مقاضاة من يُبلّغ عنهم، إذ لا تُطبّق أنظمة العدالة القاصرة قوانين مُكافحة العنف الجنسي، حيثما وُجدت. ويجبر الخوف والوصم ونقص خدمات الدعم الناجيات على الصمت، بينما يفلت الجناة من العدالة.
لقد قيل الكثير عن ضرورة إنهاء العنف الجنسي في النزاعات، ولكن لم يُبذل جهد كافٍ. وتحتاج الناجيات إلى الدعم والحماية والعدالة، ويجب وضع حد للإفلات من العقاب - الآن، وليس لاحقًا.
للأسف، بينما تتصاعد النزاعات والعنف، أدت تخفيضات التمويل العالمية الأخيرة إلى تقليص برامج الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له. واضطرت العديد من المنظمات حول العالم إلى تقليص خدماتها أو تعليقها في الوقت الذي يُفترض فيه توسيع نطاق هذه الخدمات، وستتحمل ملايين النساء والفتيات عواقب ذلك.
في اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، من الضروري مواصلة تسليط الضوء على دعم النساء والفتيات. ماذا يعني هذا؟ أولًا، يعني التمويل الكامل لخدمات شاملة ومنقذة للحياة تركز على الناجيات: الصحة الجنسية والإنجابية؛ والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي؛ والمساعدة القانونية؛ وتوفير مساحات آمنة تمتاز بالخصوصية للتعافي والإبلاغ - دون خجل أو لوم. ثانيًا، ينبغي أن يكون للناجيات من العنف الجنسي في حالات النزاع دورٌ قيادي في تحديد مسارات التعافي والتعويض عن الجرائم المرتكبة ضدهن. وأخيرًا، يجب أن نستثمر في منع نشوب النزاعات.
حان الوقت للعمل معًا، بالقدر المطلوب من الإلحاح، لجعل القضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع ليس مجرد فكرة ثانوية، بل الخطوة الأولى نحو عالم يسوده السلام - عالم آمن وعادل ومتساوٍ للنساء والفتيات - وللجميع.